على الرغم من أن لدى كل إنسان – دون استثناء – مرتكزات ومواطن قوة وبصمة ذكاء خاصة تجعله مسيرًا للنجاح والتميز لو وظف تلك القدرات، يبقى لدى كل منا دائمًا نقطة أو اثنتان من نقاط الضعف التي تشكل عثرات حقيقية وقد تحول دون تقدمنا أحيانًا. فأنت مثلاً قد ترى نفسك على درجة عالية من التركيز وتحسن التحكم في مشاعرك في أوقات الأزمات وفي ظل الضغوط، لكنك تفتقر بشدة إلى المرونة. وقد تكون شخصًا ذكيًا وموهوبًا وتجيد إنجاز المهمات الموكلة إليك على أكمل وجه؛ ومع ذلك فلن يحالفك النجاح إذا اكتفيت بمحاولة إصلاح نقاط ضعفك وقصورك، وتجاهلت مواطن قوتك الكفيلة بأن تضعك على درب النجاح والتميز. يميط كتاب "تمتين الذكاء" اللِّثام عن جوهر السلوكيات الشخصية والقدرات المهنية والمواهب الفطرية التي تنقل الأقوياء من نجاح إلى آخر. الناجحون يعرفون أن الفرص الحقيقية تنبع من العزف على أوتار نقاط قوتهم وتمتينها، لا من المحاولات اليائسة للتغلب على مواضع قصورهم. فمن خلال الوقوف على مراكز ومواطن قوتهم ونقاط ضعفهم الفطرية المتأصلة فيهم واستيعابها جيدًا واستثمار الجوانب القوية، يستطيع هؤلاء التعامل بهدوء وصبر ووعي مع مواطن القوة ونقاط الضعف لدى الآخرين، الأمر الذي يجعلهم مديرين أرفع مستوى وموظفين أكثر تميزًا وشركاءً أكثر تفهمًا، وأناسًا طبيعيين أكثر إيجابية وتلقائية وأريحية، والمهم: أبعد رؤية وأكثر نبلاً وإنسانية.
هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا